أبرز النقاط الواردة في رؤية سيف الإسلام القذافي للإنقاذ

Apr 24, 2018
الحبيب الاسود – بوابة افريقيا الاخبارية

جاء في رؤية سيف الإسلام القذافي للإنقاذ ، التي أطلعت « بوابة إفريقيا الإخبارية » على نسخة منها ، أن قوة الدولة لم تهد ترتهن ترتهن بقدرتها على فرض إرادة مؤسساتها بقوتها المادية على المجتمع ، بل بقدرتها على تحديد الأولويات والتنيق بين القوى الفاعلة في المجتمع طلبا لتحقيقها ،

فالدولة الأقلّ هيمنة والأكثر ديناميكية ومرونة هي الأقدر على تحقيق الأهداف المجتمعية ، نظرا لقدرتها على التكيف مع إستحقاقات التحولات الإقليمية والدولية والإستجابة لمتطلبات الراهن وتحديات المستقبل في ظل عالم يعيش مرحلة إستثنائية من التطوّر العلمي والتكنولوجي تعد بتغيرات حاسمة سواء في دور الدولة أوالفرد

وبالتالي فإن مهمة الدولة ستتجه الى إيجاد الوسائل الكفيلة لممارسة دورها عبر تنفيذ مشاريع تنموية حقيقية وتعزير قدرات المجتمعات المدني والدفع نحو دعم القطاع الخاص والمبادرة الشخصية ، وتحفيز مجتمع المعرفة ، وإسناد القوى الناعمة وتطوير أدواتها بما يسهم في تشكيل منظومة الحوكمة الرشيدة على أسس علمية من بينها المؤشرات الموضوعة من قبل المؤسسات المالية العالمية الكبرى كدرجة المشاركة والمساءلة ، والإستقرار السياسي والإجتماعي ، ودرجة إستخدام العنف ،وفاعلية مؤسسات الدولة وكفاءة الأجهزة الحكومية ، وجودة الخدمات العامّّة ، وفرض سيادة القانون ، ومكافحة الفساد . وبطبيعة الحال ، فإن الإكتفاء بالتعامل مع القيم السياسية والإجتماعية في شكل مؤشرات ، إنما ينبيء بمحاولة إفراغها من شحنتها الإصلاحية. إن السؤال الأهمّ الذي يفرض نفسه علينا اليوم هو :

إيهما أهمّ : العدالة أم الحريّة ؟

القطاع الخاص أم العام ؟

بل أيهما أقدر على ضمان البقاء في عالم تتدافع فيها الشركات متعددة الجنسيات ،وتصنع مقاديره مؤشرات التنافس الصرفة ومصالح جماعات الضغط ولوبيات السياسة والإقتصاد ؟

جاء في رؤية سيف الإسلام : إن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة تكون بعملنا على أن نصنع ليبيا المستقبل عبر رؤية تتأسّس على إدراك واع للغايات المرجوة ،والخبرات السابقة ، ووالتجارب الواعدة ، والإمكانات القابلة للتحقيق ، والعوائق التي قد تحول دون ذلك ، ، وبتأكيدنا على أن الرؤى تنهض على الإستقراء الموضوعي للراهن محليا وعالميا ، وعلى فهم طبيعة القوى التي تحكم الظرف التاريخي ، ولإستحقاقات المنافسة فيه ، إذ في غياب هذا الإستقراء ، أو غياب الوعي بأهميته ، قد يتم الإنزياح بالمشروع الذي نطمح الى تحقيقه ، الى نتائج لا تقيم الإعتبار اللازم للواقع المعيش

إن ما يجعل الرؤية رؤية هو أنها تتقصى الواقع وتستشرف المستقبل من منظور كلي النزعة ، تستقرى التحديات والرهانات بشكل قطاعي ، ومن خلال مفاهيم ومنطلقات ينهض عليها منظور واضح بملامح محدّدة ، تأخذ في حسبانها أن ينتهي مطاف إجراء أية تطويرات حاسمة في إي قطاع مستهدف الى التأثير الإيجابي والفاعل في سائر القطاعات

ومن خلال رؤية سيف الإسلام القذافي فإن المجتمع الليبي الذي نراه ونؤمن به هو مجتمع يحكمة دستور وطني ، مؤسّس معرفيا ، يعتزّ بهويته الثقافية والحضارية بأبعادها المغاربية والعربية والإفريقية والإسلامية والإفريقية ، وتسود فيه حرية الرأي والتعبير والتنظّم ، ويتم فيه التمكين للمرأة والشباب وذوي الإحتياجات الخاصة

مجتمع يحقق فيه كل فرد ذاته بقدر ما يسمع في رفاه الجميع ،

مجتمع يمارس فيه كل مواطن حريته بقدر إحترامه لحرية الآخرين

مجتمع يفي بإستحقاقات البيئة العولمية ويشارك بدوره في بناء أسس الحضارة الإنسانية المعاصرة

مجتمع يعي أهدافه ويسعى الى تحقيها في ضوء إستقراء موضوعي لإمكاناته وخياراته ، يدير مؤسساته بكفاءة وشفافية ، ضمن إطار ديمقراطي ، ويتمتع أبناؤه بحقوقهم ، ويتساوون أمام القانون ، فينعمون بعيش يتناسب و موارد بلادهم ، وبقدر مشاركة كل فرد في الإنتاج ، وفق خطاب ثقافي منفتح ومتنوع يرسّخ قيم التسامح والإختلاف وحرية التعبير

مجتمع يعزز ثوابت الهوية الوطنية ويستفيد من الخبرات الإنسانية ، فيوطّن العلم والتقانة ، ويتوسّل المنج العلمي في معالجة مشاكله

مجتمع يضمن الخدمات المتطورة لأفراده عبر نشر التعليم وتطويره ، وتوفير نظام صحي متكامل وواضح في سلسلته ، متميز في أدائه ، شامل لكل أفراده ، معتمد على الوقاية قبل العلاج ،

مجتمع يسعى الى تطوير الإدارة والإرتقاء بكفاءة العاملين وأنظمة الجودة وآليات الإمداد الفاعلة

مجتمع يعتمد مؤشرات تحقيق الأهداف لتقويم أداء مؤسساته، ويخلق آلية للتنافس في أنجاز الخدمة والعمل الجاد

مجتمع يحول دون إهدار الموارد المتاحة له ، ويكفل توفير بيئة نظيفة تضمن لإبنائه وطنا خاليا من التلوث وحاضنا لإستحقاقات التنمية المستدامة عبر أداء علمي مرتكز على التوعية بأهمية المكان إدارة بيئية ذات كفاءة عالية، وإستخدام طاقات بديلة نظيفة ومتجددة مع التخطيط العلمي لمستقبل خضري ومائي متجدد ومستدام

مجتمع يسوده مفهوم الأمن الوطني الضامن لحقوق المواطن والصائن لكرامته

أما الإقتصاد الذي يراه سيف الإسلام القذافي فهو يقوم على أساس الإنتاج ،تتنوع فيه مصادر الدخل ، مبني على أسس أسس معرفية تقنية ،

يقوم فيه القطاع الخاص بالدور الريادي ، بينما تضطلع الدولة بدورها في إدارة الإقتصاد على المستوى الكلّي ، بما يحقّق الإستخدام الأمثل للموارد

إقتصاد يمتلك ميزة تنافسية في مجال الخدمات ، خاصة في مجالات الإستثمار غير التقليدية ، ويصل فيه النمو في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي الى معدلات مرتفعة ،

إقتصاد تتميز معدلات الأداء فيه بالتوازن والإستقرار ، وتتحقق فيه السيطرة على معدلات البطالة والتضخم ،

إقتصاد يضمن عدالة التوزيع ويتلافى التفاوت في الدخول ، فيرتقي بمستوى معيشة الأفراد ، ويسهم في منظومة الإقتصاد العالمي مع بقية الدول على أسس التكفاؤ والندية

وأما الأهداف التي تتأسس من أجلها رؤية سيف الاسلام القذافي فهي

1) إستعادة الدولة الوطنية كاملة السيادة والقرار وإعادة بناء مؤسساتها وفق ثوابت دستور وطني يتوافق عليه الليبيون

2) الحفاظ على قيم الهوية الوطنية والإنتماء الثقافي والحضاري

3) ضمان حماية الحريات العامّة والخاصّة وتنوع الثقافات في ظل دولة القانون والمؤسسات

4) تكريس مفاهيم العدالة الإجتماعية والحوكمة الرشيدة بما يضمن التوزيع العادل للثروة بين جهات البلاد وفئات المجتمع

5) القضاء على الإرهاب بكافة أشكاله ومسمياته وتجفيف منابعه

6) إطلاق حوار وطني شامل تحت شعار : ليبيا للجميع دون إقصاء أو تهميش

7 ) إعلان مصالحة وطنية شاملة وبناء جسور الثقة بين جميع مكونات المجتمع

8) دعوة الشباب الليبي للقيام بدوره الريادي في إعادة بناء الوطن وتحصين المجتمع

9) تشجيع المبادرات الفردية لبناء إقتصاد وطني قوي وتنافسي

10) العمل على بناء علاقات ندية على أسس الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة